تحكي كتب التاريخ أن جماعة من الخوارج التقوا عبد الله بن خباب بن الأرت - رضي الله عنه- وامرأته حامل متم، فجادلوه وقتلوه وامرأته، وشقوا بطنها عدوانا وظلمًا، ووضع أحدهم تمرة في فمه، فذكَّره زميل له بأنها لا تحل له؟ لأنها من نخل رجل كتابي، فأسرع الخارجي بلفظ التمرة من فمه، كأنه يرى ذلك ذنبًا عظيمًا أكبر في الإثم من قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
وكفى بذلك وما ذكره المؤرخون من تعسفهم في الفهم، وتأويلهم الباطل، وانحرافهم في القصد، دليلا على مجانبتهم وزيغهم عن الحق، والمنهاج الأوسط والأقوم.