أسيء استعمال إحدى علامات الترقيم، بأن وضعت في غير موضعها، أو حلت محل غيرها.
فمثلا: إذا أخطأ الكاتب في كتابة كلمة: سئل، بأن كتب الهمزة على ألف سأل انعكس المعنى، وصار المسئول سائلا، وكذلك إذا كتب كلمة: يكافئ، على هذه الصورة: يكافأ، صار الكلام حديث عمن أخذ المكافأة، لا من أعطى المكافأة.
وكذلك إذا كتب: أعطى أحمد أصدقاءه نسخًا من مصور الوطن العربي، صار المعنى المفهوم أن أحمد هو الذي قدم لأصدقائه هذه النسخ، وربما كان الكاتب يريد أن هؤلاء الأصدقاء هم الذين أعطوا أحمد هذه النسخ، وهذا المعنى يتطلب أن ترسم الجملة بصورتها الصحيحة، التي تكون فيها كلمة أصدقاؤه فاعلا مرفوعًا، والهمزة المضمومة في هذا الموضع ترسم على واو، أصدقاؤه.
ويحدث هذا الاضطراب في المعنى إذا أخطأ الكاتب، ووضع علامة ترقيم بدل أخرى، فمثلا: إذا كتب الجملتين الآتيتين وبينهما فصلة: ساءت حال الأسرة بعد موت عائلها، لأنه لم يدخر شيئا، فهم القارئ أن هذه الجملة إنماهي جزء من التعبير عن معنى معين، وخفيت عليه العلاقة الحقيقية بين هاتين الجملتين، وهي أن الجملة الثانية سبب للجملة الأولى، وفي هذا الموضع تستخدم الفصلة المنقوطة، لا الفصلة، ووضع الفصلة المنقوطة يقف بالقارئ على هذه العلاقة الحقيقية حين يقرأ.
وكذلك إذا طالعنا الجملة الآتية وبعدها علامة التأثر: ما أعظم الآثار المصرية! وطلب منا ضبط آخر الكلمتين: أعظم، الآثار، أدركنا من وضع علامة التأثر، أن الجملة أسلوب تعجب؛ فنفتح آخر أعظم؛ لأنها فعل