في النطق، وإذن فكل كلمة مبدوءة بأل التعريفية، وواقعة وسط كلام متصل لايصح أن ننطق بهمزة: أل، فيها.
ومن الأخطاء الصارخة التي يقع فيها كثير من المذيعين في هذه الأيام أنهم ينطقون بهمزة: أل -وهي همزة وصل- حين وصل الكلام، ويكثر ذلك إذا كانت الكلمة المعرفة بأل مسبوقة بحرف جر أو مضاف وكلاهما لا يتم به المعنى، فلا يوقف عليه، بل يوصل في النطق بما بعده، وإذن يجب أن تسقط همزة أل من النطق في هذه الحالة.
ومن أمثلة الخطأ في نطق هؤلاء المذيعين أنهم ينطقون: في أَلْشرق الأوسط، وفي أَلْجبهة، ويمهدون لهذا النطق الفاسد بوقفة خفيفة على كلمة: في.
وهذا تقليد طارئ فاسد، ابتدعه بعض العاملين في الإذاعة والتليفزيون، وانتقل -مع الأسف- إلى تلاميذ المدارس، وهم في ذلك معذورون؛ لأنهم إنما ينقلون عن أجهزة حكومية لها قوة التأثير.
والأدهى من ذلك أنهم ينطقون هذا النطق الفاسد إذا كان قبل الكلمة المعرفة بأل لام الجر، أو باء الجر فيقفون على هذه اللام أو هذه الباء، وكلتاهما حرف ضعيف مسكين، لا يقوى على النهوض إلا مستندًا إلى غيره، متشبثا بصدر كلمة أخرى تليه، وهو لهذا لا يحتمل أن نقطع عنه هذه العلاقة التي تسنده وتقيمه؛
لنقف عليه -مع ما في هذا الوقوف من ضغط وإثقال- وتنطق: لـ أَلْعمال، أو بـ أَلطّائرات الأمريكية، بل أحيانا يتعمدون الوقوف على أية كلمة قبل الكلمة التي فيها أل؛ ليتاح لهم نطق بهمزة: أل، وكأنما يخشون إذا وصلوا الكلام ولم يقفوا أن تطغى الكلمة السابقة على التي فيها أل وتطمسها، فتضيع منهم تلك البهجة والمتعة التي يجدونها في النطق بهذه الهمزة،