ثالثا- أن يقتصر منه على قدر الحاجة.

رابعا- أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به.

ب- وبين ركني الجملة إذا طال الركن الأول، بأن توالت فيه جمل كثيرة، عن طريق الوصف، أو العطف أو الإضافة، أو نحو ذلك، بحيث تكون هذه الجمل فاصلا بين هذا الركن والركن الثاني الذي يتم به معنى الكلمة، ويبدو ذلك في مواضع يبدو منها:

1- الفصل بين المبتدأ والخبر، مثل:

الموظف الذي يعكف على عمله في جد ودَأَبٍ وإخلاص، زاهدًا في الشهرة والدعاية، متوخيا مصلحة العمل ومصلحة الناس، عفيف اليد واللسان، حي الضمير- هو المثل الأعلى للموظف المنشود.

2- الفصل بين الشرط والجواب مثل:

من يقدم على مشروع يعتقد أن له فيه خيرًا، قبل أن يدرس ما يتطلبه هذا.

المشروع من إعداد الوسائل، ودراسة الملابسات، واستشارة المجربين، وتصور الوجوه المحتملة لنتائج هذا الإقدام للاستعداد لها -فليس نجاحه مضمونا، فهذه الشَّرطة التي وضعت قبل الخبر في المثال الأول هو المثل الأعلى، وقبل مثال الشرط في المثال الثاني -فليس نجاحه مضمونا- جاءت بمثابة تنبيه للقارئ على أن الكلام الذي يتلوها إنما جاء مكملا لمعنى قد بدأ التعبير عنه بذكر المبتدأ في المثال الأول -الموظف- وذكر أداة الشرط وفعله في المثال الثاني -من يقدم- ثم طال الكلام بعد المبتدأ قبل أن يذكر الخبر، وطال الكلام بعد الشرط، قبل أن يذكر الجواب، وهذه الإطالة قد تنسي القارئ الركن الأول المذكور سابقا؛ فيقف حيال الركن الثاني حائرًا منكرا؛ لأنه في ظنه مقطوع الصلة بما قبله، ولكن هذه الشرطة تنبهه على أن للكلمة التالية صلة بما قبلها، فيعود ببصره إلى ما قبلها، وحينئذ يتضح له مبدأ المعنى فيدركه مرتبطًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015