وليستعد لهم، فلا بد أن تعلم حال هذا المدعو ما مستواه العلمي؟ وما مستواه الجدلي؟ حتى تتأهب له فتناقشه وتجادله لأنك إذا دخلت مع مثل هذا في جدال وكان عليك لقوة جدله في هذا نكبة عظيمة على الحق وأنت سببها، ولا تظن أن صاحب الباطل يخفق بكل فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو مما أسمع» . فهذا يدل على أن المخاصم وإن كان مبطلا قد يكون ألحن بحجته من الآخر فيقضي بحسب ما تكلم به هذا المخاصم، فلا بد أن تكون عالما بحال المدعو.

3 - على بصيرة في كيفية الدعوة قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] (?) .

وبعض الناس قد يجد المنكر فيهجم عليه، ولا يفكر في العواقب الناتجة عن ذلك لا بالنسبة له وحده، ولكن بالنسبة له ولنظرائه من الدعاة إلى الحق؛ لذا يجب على الداعية قبل أن يتحرك أن ينظر إلى النتائج ويقيس، قد يكون في تلك الساعة ما يطفئ لهيب غيرته فيما يصنع، لكن سيخمد هذا الفعل نار غيرته وغيرة غيره في المستقبل. قد يكون في المستقبل القريب دون البعيد، لهذا أحث أخواني الدعاة على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015