شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم» .
وأهل العلم يقولون: الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحتاج إلى ثلاث: أن يعرف ما يأمر به وينهى عنه، ويكون رفيقا فيما يأمر به وينهى عنه، صابرا على ما جاءه من الأذى.
وأنتم محتاجون للحرص على فهم هذا والعمل به، فإن الخلل إنما يدخل على صاحب الدين من قلة العمل بهذا أو قلة فهمه. وأيضا يذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار يحصل بسببه افتراق لم يجز إنكاره، فالله الله في العمل بما ذكرت لكم والتفقه فيه، فإنكم إن لم تفعلوا صار إنكاركم مضرة على الدين، والمسلم ما يسعى إلا في صلاح دينه ودنياه.
وبسبب هذه المقالة التي وقعت بين أهل الحوطة أن صار أهل الدين واجبا عليهم إنكار المنكر، فلما غلظوا الكلام صار فيه اختلاف بين أهل الدين فصار فيه مضرة على الدين والدنيا.
وهذا الكلام وإن كان قصيرا فمعناه طويل، فلازم لازم تأملوه وتفقهوا فيه واعملوا به، فإن عملتم به صار نصرا للدين واستقام الأمر إن شاء الله.
والجامع لهذا كله أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره ينصح برفق خفية، ما يشترف أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلا يقبل منه