أستطيع، فجلس الرجل فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر فقال: خذ هذا فتصدق به، ولكن الرجل طمع في كرم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو أعظم كرم لمخلوق، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله، والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه أو نواجذه؛ لأن هذا الرجل جاء خائفا يقول (هلكت) فذهب غانما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أطعمه أهلك " فذهب الرجل مطمئنا غانما فرحا بهذا الدين الإسلامي، وبهذا اليسر من الداعية الأول لهذا الدين الإسلامي صلوات الله وسلامه عليه» (?) .

5 - «رأى النبي صلى الله عليه وسلم، رجلا في يده خاتم ذهب فنزعه النبي صلى الله عليه وسلم، بيده الكريمة وطرحه في الأرض وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده» . فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعامله معاملة الأولين بل نزعه من يده وطرحه في الأرض، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم، قيل له: خذ خاتمك انتفع به، فقال: والله لا أخذ خاتما طرحه النبي صلى الله عليه وسلم - الله أكبر هذا الامتثال العظيم من الصحابة - رضي الله عنهم - دلالة كل ما سبق أنه يجب على الداعية الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يدعو إلى الله عز وجل بالحكمة والرفق واللين، فليس الجاهل كالعالم، وليس المعاند كالمستسلم، فلكل مقام مقال ولكل منزلة حال (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015