فصل
ومما يجب إنكاره ترك التعلم والتعليم لما يجب تعليمه وتعلمه نحو ما يتعلق بمعرفة الله تعالى. ومعرفة النبوات وجملة الشرائع وما يتعلق بالفرايض، ويلزم الناس الخروج لتعلم ذلك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "واضربوهم عليها لعشر" فأولى أن يضرب المكلف على تعلم ذلك. وواجب على الامام أن يتعهد المعلم والمتعلم لذلك. ويرزقهما من بيت المال لأن في ذلك قوامًا للدين فهو أولى من الجهاد. ولأنه ربما نشأ الولد على مذهب فاسد فيتعذر زواله من قلبه. [ومما يجب إنكاره كتب البدع وإزالتها وابطالها لأجل ما يحصل بها من الفساد] ومما يجب انكاره صرف المال في الملاهي وما يجري مجراها من المحرمات. فإن أسرف في انفاق المال في الملاذ والشهوات نظرت فإن كان كثير المال لا يخاف الفقر لم يعد به مسرفًا، وإن كان يؤديه ذلك إلى الفقر والشدة على وجه كان يمكنه خلاف ذلك فهو من السرف الذي نهى عنه قوله {ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا} وقال تعالى {وإذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما] وقوله تعالى {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} قيل إن هذه الآية نزلت فيمن باع مالا بالمدينة بثمن كثير وقسمه كله حتى لم يبق لنفسه شيئًا وطلب منه عياله