ملك لمملكته فسحة ومنتشر نَتَّسِع فِي نَوَاحِيهَا ونعمل للقيادة فَيَعُود الْجند إِلَى ملك لَهُ كنوز جمة ولكنوزه مَادَّة من غلات المملكة فَلهُ كنوز وأمصار وقرى وبر وبحر كملك الْهِنْد وَالروم وَالْعرب مَا نصْنَع بِهَذَا الضَّعِيف الْعَاجِز يطْلبُونَ ملكا بِتِلْكَ الصّفة وَلَا يثبتون مَعَ هَذَا فالملك هُوَ الْقلب وخزانته فِي جَوف الْقلب فِيهِ كنوز الْمعرفَة وجواهر الْعلم بِاللَّه وَالْعقل وزيره والصدر فسحته وساحته ومملكته والأخلاق قواده والأركان رَعيته وَهِي الْجَوَاهِر السَّبع فَهَؤُلَاءِ القواد قد أَحدقُوا بِالْقَلْبِ فِي هَذَا الصَّدْر وأطافوا بِبَاب الْقلب بَين عَيْني الْفُؤَاد فَإِن الْفُؤَاد هُوَ مَا ظهر من الْقلب وَالْقلب مَا بطن وَالْقلب بعض فِي بعض وَالْعين على الْفُؤَاد وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {مَا كذب الْفُؤَاد مَا رأى} وَقَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَتَاكُم أهل الْيمن أَلين قلوبا وأرق أَفْئِدَة) فوصف الْقلب باللين والفؤاد بالرقة
فالأخلاق فِي الصَّدْر قواد الْملك قيام بَين عَيْني الْفُؤَاد وَالْعقل شعاعه يشرق بَين عَيْني الْفُؤَاد وَيُدبر أَمر الْقلب وَالنَّفس فِي