الْقلب وَهُوَ عبد آبق معاقب بإباقه قَالَ الله عز وَجل {سأصرف عَن آياتي الَّذين يتكبرون فِي الأَرْض بِغَيْر الْحق}
وكل من تكبر على الله أهانه الله تَعَالَى وذلله وَرمى بِهِ فِي إكرام نَفسه وَطلب عزها ورفعتها فقد عُوقِبَ بِأَن صرف قلبه عَن آيَاته حَتَّى لَا يفهمها وَلَا يجد حلاوتها وَلَا لذاذتها
مثل التَّالِي كتاب الله تَعَالَى وَلَا يعلم تَفْسِيره كَمثل ملك كتب إِلَى عَامله كتابا فِيهِ أَمر وَنهي ووعد ووعيد على تَضْييع أمره فاستظهره هَذَا الْعَامِل فَقَامَ بِبَعْضِه فِي الْأُمُور الَّتِي أوعد عَلَيْهَا وضيع الْبَعْض الَّتِي وعد عَلَيْهَا فَأخذ هَذَا الْعَامِل فِي كل يَوْم يقْرَأ هَذَا الْكتاب وَكلما أَتَى على وَعِيد وتهول على النَّفس طرب فِيهِ وَرفع صَوته كَأَنَّهُ يتَغَنَّى بأغاني السرُور وَكلما أَتَى على طمع ونوال وبشرى وكرامة ذبل وتكاسل وَرُبمَا يتثاءب فِي قِرَاءَته فقرأه على تِلْكَ الْهَيْئَة كالمصروع وَالْمَجْنُون فَإِنَّهُ فِي الْقُرْآن أَمر وَنهي ووعد ووعيد وَذكر أنباء الْقُرُون للطمع والتخويف وَضرب الْأَمْثَال وَذكر