فَإِذا تأدت تِلْكَ الخشية إِلَى النَّفس ذبلت وَتركت التَّرَدُّد فاستقر الْقلب
وَالْعلم بِاللَّه يُورث ب فَإِذا تأدى ذَلِك الْحيَاء إِلَى النَّفس انْكَسَرت وخجلت فَإِذا جهل الْقلب ربه صَار صفة الْقلب مَعَ النَّفس على مَا وَصفنَا بديا
وَالْقلب موقن بِاللَّه تَعَالَى بِيَقِين التَّوْحِيد فَإِذا جَاءَت نَوَائِب الْأُمُور اسْتَقر الْقلب بذلك الْيَقِين لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقلب شَهْوَة وتذبذبت النَّفس وترددت بالشهوة الَّتِي فِيهَا
فَإِذا ضربت لَهَا الْأَمْثَال صَار ذَلِك الْأَمر لَهَا بذلك الْمثل كالمعاينة كَالَّذي ينظر فِي الْمرْآة فيبصر فِيهَا وَجهه ويبصر بهَا من خَلفه لِأَن ذَلِك الْمثل قد عاينه ببصر الرَّأْس فَإِذا عاين هَذَا أدْرك ذَلِك الَّذِي غَابَ عَنهُ بِهَذَا فسكنت النَّفس وانقادت للقلب واستقرت تَحت الْقلب فِي مَعْدِنهَا فَهِيَ كالعماد لسطح الْبَيْت فَإِذا تحرّك الْعِمَاد تحرّك السَّطْح وانهار وتبدد الْعِمَاد
فَضرب الله الْأَمْثَال لنفوس الْعباد حَتَّى يدركوا مَا غَابَ عَن