مثل خَاص الْأَوْلِيَاء مثل أرحية الرّيح جَاءَت الرّيح فَتحمل ذَلِك الرحا فَهُوَ فِي رَأْي الْعين يَدُور كالطائر يطير وَسبب دورانه منكمن فَهَؤُلَاءِ المستعملون فِي القبضة أَسبَاب أُمُورهم قد انْقَطَعت عَن أَسبَاب أهل الدُّنْيَا وخفيت لِأَنَّهَا من عِنْد الله تَعَالَى
مثل الْمُؤمن وَالْكَافِر وَالْمُنَافِق مثل ثَلَاثَة نفر أَتَوا نَهرا عَظِيما فِي مفازة فَوَقع وَاحِد مِنْهُم فِي النَّهر فسبح سبحا وَخرج وَوَقع الثَّانِي فَكلما كَاد ان يصل إِلَى شط النَّهر ناداه الثَّالِث الَّذِي لم يدْخل بعد فِي النَّهر أَن يَا فلَان هَلُمَّ إِلَيّ إِلَيّ فَإِن الطَّرِيق مخوف فتهلك ارْجع إِلَيّ فَإِنِّي أعلم بطرِيق آخر يعبر بالسلامة على القنطرة وَالَّذِي خرج يُنَادِيه أَن إِلَيّ إِلَيّ فَإِن الطَّرِيق آمن وَعِنْدِي من النَّعيم مَا لَا يُوصف فَمَا زَالَ يذهب إِلَى هَذَا وَإِلَى ذَاك حَتَّى يغرق فِي المَاء وَيهْلك
قَالَ قَتَادَة رَحمَه الله فَالْأول الَّذِي عبر مُؤمن مخلص وَالَّذِي لم يعبر بعد كَافِر وَالَّذِي دخل مُنَافِق يَدعُوهُ الْمُسلم من وَرَائه وَالْكَافِر يَدعُوهُ من خَلفه وَهُوَ مُتَرَدّد متذبذب حَتَّى يَأْتِيهِ الْمَوْت