مثل الْعمَّال فِي إخلاصهم فِي الْعَمَل مثل عبد دفع إِلَيْهِ مَوْلَاهُ ثوبا منسوجا مُخْتَلف السدى فطاقة مِنْهُ كتَّان وطاقة مِنْهُ صوف وطاقة مِنْهُ شعر وطاقة مِنْهُ إبريسم فَقَالَ مَوْلَاهُ فِي ظلمَة اللَّيْل استخرج طَاقَة الإبريسم من هَذِه الطاقات ليمتحن حذاقته فَإِذا قدر على ذَلِك عظم شَأْنه عِنْد مَوْلَاهُ وَصَارَ أمره بَين العبيد عجبا
فَكَذَا الْمُؤمن إِذا أخْلص الطَّاعَة من بَين شهوات النَّفس وإعجابها وعلائقها من الرَّغْبَة والرهبة والحرص والشره والغدر والعلو وَالْكبر والحسد والغل والغش وَالْمَكْر والخيانة أخْلص طَاعَة من بَين هَذِه الشَّهَوَات الدنيئة الرجسة الدنسة ثمَّ خرج بهَا إِلَى الله تَعَالَى عظم شَأْنه وَصَارَ أمره بَين الْمَلَائِكَة عجبا كَيفَ قدر على مثل هَذَا وَإِنَّمَا هُوَ لحم وَدم وطين وتراب وشهوات وَلَا تعلم الْمَلَائِكَة بِمَا أعطَاهُ الله من الْقُوَّة فِي سر أسره من الْجَمِيع فبتلك على مثل هَذَا
مثل الْأَعْمَال فِي زينتها وبهائها مثل الأثواب من الديابيج