يرجع بِنَفسِهِ إِلَى مَوْلَاهُ
وَقد علم الْملك بِمَا أَصَابَهُ وَبِمَا نَدم فَبعث إِلَيْهِ بكسوة وراحلة وَكتب كتابا أَن ارْجع إِلَيْنَا فلك عندنَا مَا كَانَ لَك
فارتحل عَن وَطنه ذَلِك رَاجعا إِلَى الْملك فَكلما مر بِمصْر وقرية فِيهَا نزهة مكث أَيَّامًا وَقضى نهمه 95 ثمَّ يرتحل فيهجم على أُخْرَى مثلهَا فَمَكثَ هُنَاكَ ثمَّ يرتحل وَالْملك ينْتَظر وُصُوله وَهُوَ يتباطأ إِلَى اقْتِضَاء الأوطار والمنى
فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ بعث الْملك قَاصِدا فَأَخذه وَقَيده وسجنه هُنَاكَ فِي بعض السجون إِلَى يَوْم يَدعُوهُ للمعاتبة والحساب يَوْم موقت بذهاب الْعلَّة
وَعبد آخر قصَّته هَذِه الْقِصَّة فَلَمَّا ارتحل من مبتدإ أمره لَا يسْرع إِلَّا إِلَى مَا لَا بُد لَهُ مِنْهُ وَقطع الْبلدَانِ والمفاوز والبحور وَالْجِبَال والآكام لَا ينَام وَلَا ينيم كلما ازْدَادَ قربا بِحَضْرَة الْملك اهتاج سيرا وجدا حَتَّى وصل بَاب الْملك فأقيم بِالْبَابِ فَنزل وأشير لَهُ إِلَى مَكَان يحط رَحْله فَفعل وَبَقِي هُنَاكَ مُدَّة ليتزين ويتأدب ويعتاد ويتوقر ولتزول عَنهُ الخفة والاستبداد والعجلة ويلبس أَثوَاب الخدم ويتهيأ للْخدمَة تهيؤا يصلح لَهُ بَين يَدي الْملك فَلَا يزَال هَكَذَا فِي مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى يرفع السّتْر وَيُؤذن لَهُ بِالدُّخُولِ بَين يَدَيْهِ