أَعْمَالهم إِلَى حركاتهم فِيهَا على الخضوع والذلة يتذللون لمليكهم بِتِلْكَ الحركات عبودة وأسرا
وَطَائِفَة تلحظ إِلَى حركاتهم فِيهَا إِلَى فَرح الله بِفعل العبيد فهم يَتَقَلَّبُونَ ويتصرفون فِيهَا التذاذا بفرح الله تَعَالَى ومسراته بِتِلْكَ الْأَفْعَال وَقَوله لعيسى عَلَيْهِ السَّلَام يَا عِيسَى تحر مسرتي وَهُوَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لله أفرح بتوبة العَبْد من أَن يضل أحدكُم رَاحِلَته فِي أَرض فلاة عَلَيْهَا زَاده ومتاعه فَيضْرب يَمِينا وَشمَالًا فَلَا يجد فَيَقُول فِي نَفسه أرجع إِلَى ذَلِك الْموضع فأموت فِيهِ فوطن نَفسه على ذَلِك فَإِذا رَجَعَ إِلَى ذَلِك الْموضع وجد رَاحِلَته قَائِمَة هُنَاكَ عَلَيْهَا زَاده وَشَرَابه ومتاعه)
وَكَذَلِكَ الصَّوْم إِنَّمَا هُوَ دَعْوَة الْقلب النَّفس إِلَى ترك الشَّهَوَات ليومه الَّذِي يُرِيد أَن يصبح فِيهِ وَالنَّفس تتثاقل وتنفر عَن ذَلِك النفرة الَّتِي تنفر وتتثاقل عَن تَركهَا حَتَّى إِذا أجابت الْقلب إِلَى ذَلِك ارتحل الْقلب إِلَى الله تَعَالَى بانقياد النَّفس لَهُ ومتابعتها إِيَّاه وَقبُول الْقلب من الله تَعَالَى ذَلِك التّرْك والكف عَن الشَّهَوَات من الطَّعَام وَالشرَاب وَالنِّسَاء وَالْحِفْظ للسمع وَالْبَصَر وَاللِّسَان عَمَّا لَا يحل ثمَّ إِلَى النَّفس عَازِمًا فَذَاك الارتجاع زِينَة عمله فِي الْعَزِيمَة عِنْد الرُّجُوع إِلَى النَّفس وقبوله من الله تَعَالَى فجَاء بذلك الْقبُول فأحاط بِالنَّفسِ فَتلك