فَقَط فَإِذا خرج عمله حَشْو نوره الَّذِي بدر من التَّوْحِيد فالأعمال قوالب وحشوها الْأَنْوَار فَصَاحب هَذِه الصّفة كصاحب زق منفوخ فِيهِ حِين حل وكاؤه خرجت الرّيح وَبَقِي فِي أَسْفَله شَيْء يسير قَلِيل وتساقط الزق فَإِذا رفع عمل هَذَا إِلَى الله تَعَالَى لم يظْهر مِنْهُ من النُّور إِلَّا بِمِقْدَار النُّور الَّذِي ذكرنَا وسائرها حركات الْجَوَارِح بِلَا نور
وَالثَّانِي خرج عمله إِلَى الله تَعَالَى ممتلئا نورا ممزوجا بِنور الرَّجَاء والنوال من الله تَعَالَى فطمع نواله أذهب حلاوة عمله
وَالثَّالِث خرج عمله إِلَى الله تَعَالَى ممتلئا نورا من نور الْقرْبَة حَشْو ذَلِك النُّور حب الله تَعَالَى لم يبتغ بِهِ غير وَجهه الْكَرِيم من غير أَن يلْتَفت إِلَى نفس وَلَا طمع فَلَمَّا رفع إِلَى الله تَعَالَى ظهر مِنْهُ من النُّور مَا أحَاط بالمعرض من الْعَرْش وانتشر فِي جوانبه وملأ الخزائن فَهَذَا عمل المقربين وَالثَّانِي عمل الْمُقْتَصِدِينَ وَالثَّالِث عمل المخلصين الظَّالِمين لأَنْفُسِهِمْ
مثل الطَّاعَات فِي الزِّينَة مثل زِينَة الثَّوْب المنسوج المنقوش بألوان النقوش فَكل من نظر إِلَيْهِ فِي هَذِه الزِّينَة ذهل عقله من حسنه