نُودي فيهم بالرحيل حِين انفجار الصُّبْح فَفتح بَاب الْمَدِينَة فَخَرجُوا فراكب على هملاج بلغ الْمنزل ضحوة قبل أَن يَنَالهُ حر النَّهَار فَوجدَ الْمنزل خَالِيا فَنزل على مختاره فِي ألطف مَكَان وأنزهه وَأَكْثَره مرفقا وَوجد الأعلاف مهيأة والسوق مزينا خَالِيا والمياه صَافِيَة والمساقي نظيفة طيبَة فينال من كل شَيْء على منيته واختياره حَتَّى إِذا انتصف النَّهَار جَاءَت الركْبَان على دَوَاب الْحمر مَعَ الأثقال وازدحموا على الْمنَازل فِي الْمنَازل ومالوا على الأعلاف والأسواق حَتَّى تضايقت الْأَمْكِنَة والأعلاف وَأَقْبلُوا على سقِِي الدَّوَابّ على الازدحام فَإِذا كَانَ آخر النَّهَار جَاءَت أَصْحَاب الدَّوَابّ القطف فوجدوا بَقِيَّة المَاء والأعلاف وَلم يَجدوا مَكَانا فِي الْمنزل فنزلوا فِي الصَّحرَاء وهم بعد فِي ضوء النَّهَار يبصرون أَن ينزلُوا ويجدوا شَيْئا من الْعلف وَالْمَاء وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى إِذا أَمْسوا جَاءَت الرجالة فنزلوا حول الْمنزل بالبعد من الْمرَافِق وَلم يَجدوا شَيْئا من الْمِيَاه والأعلاف إِلَّا بَقِيَّة وَمن المساقي المَاء مَعَ الكدورة والطين حَتَّى إِذا جن اللَّيْل جَاءَت الرجالة الزمنى والأعرجون والعميان وَنَحْوهم يتخبطون الطَّرِيق وَلَا يَجدونَ مَوضِع