وتفقدا ازْدَادَ روح قلب وَطيب نفس للروح وَالْقلب فَالنَّفْس الدنية إِذا شَعرت برحمة الله تَعَالَى وَعلمت بذلك تنزهت فِي ساحات رياضها ومرحت فِي جنانها وأشرت وبطرت فَإِذا كَانَ الْقلب أبله غتما وَأعْطِي علم الرَّحْمَة أَن الله تَعَالَى رَحِيم نقل ذَلِك الْعلم الى النَّفس حَتَّى تأشر وتبطر وتستروح وتركض فِي فسحة اللَّذَّات وتستروح إِلَى ذَلِك الْعلم أَن الله تَعَالَى رؤوف رَحِيم يتردى بذلك فِي آبار الْهَلَاك
فَإِذا كَانَ الْقلب كيسا نقل ذَلِك الْعلم إِلَى الْعقل فيبصر الْعقل وَقَالَ لَهُ هَل يسْتَحق الْمَوْصُوف بِالرَّحْمَةِ أَن تبذل نَفسك وَتقوم لَهُ بأَمْره على أشفار عَيْنَيْك وتضع أُمُوره على رَأسك من التَّعْظِيم فَإِن الرَّحْمَة مديحه والممدوح بِالرَّحْمَةِ من عبيده فِي دَار الدُّنْيَا تسمو إِلَيْهِ الْأَبْصَار وتهتش إِلَيْهِ النُّفُوس بِهَذِهِ الْخصْلَة الْمَوْجُودَة فِيهِ
وَكَذَا كل خصْلَة من خِصَال الْكَرم من الْحسن والبهاء تجدها فِي عبد من عبيده فَإِذا عَرفته بِتِلْكَ الْخصْلَة أحببته عَلَيْهَا حبا يَأْخُذ