الْحَيَاة فِي نهر اللطف إِلَى هَذِه الْأَشْجَار وَهُوَ أسماؤه الْحسنى وأجرى إِلَى الْعباد كل اسْم حلوا وحامضا وعذبا وَمَرا وباردا وحارا فَمن اسْمه الرَّزَّاق رزقهم وَمن اسْمه التواب تَابَ عَلَيْهِم وَمن اسْمه الْغفار غفر لَهُم وَمن اسْمه الْعَزِيز جاد عَلَيْهِم وَمن اسْمه الرؤوف رؤف بهم وَمن اسْمه الرَّحْمَن رَحِمهم فِي دينهم وَمن اسْمه الرَّحِيم رَحِمهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن اسْمه الْوَكِيل توكل بهم وَمن اسْمه الْكَفِيل تكفل لَهُم وَمن اسْمه الْعَظِيم أغناهم وَمن اسْمه الْجَلِيل أعزهم وَمن اسْمه الْكَرِيم أكْرمهم وَمن اسْمه المنان من عَلَيْهِم بِالرَّحْمَةِ الْعُظْمَى فهداهم وَمن اسْمه الله اجتباهم وَوَلِهَ قُلُوبهم وعلق فَمن كل اسْم أهْدى إِلَيْهِم مَا وضع فِي ذَلِك الِاسْم لِأَنَّهُ من أَجلهم أخرج الْأَسْمَاء إِلَيْهِم فَمن كَانَ أَشد مُحَافظَة لَهُم وإكبابا عَلَيْهِم وأدوم قيَاما على نَفسه كَانَت فوهة نهره أوسع وَالْمَاء فِيهِ أَكثر وَوجدنَا أَن هَذِه الثَّمَرَة إِنَّمَا يسيغها آكلها بِالْمَاءِ الَّذِي فِي قبو حنكه ويجد لَذَّة الْأَشْيَاء بذلك فِي ذَلِك الْموضع فبتلك الْقُوَّة ينْتَفع بِهَذِهِ الثِّمَار
فَكَذَا الْقلب إِذا لم تكن فِيهِ تِلْكَ الْمحبَّة اللذيذة الَّتِي يجد حلاوتها فِي قلبه لم يجد حلاوة هَذِه الْأَسْمَاء فبالحب ينَال طعم مَا فِي هَذِه الْأَسْمَاء من هَذِه الْمعَانِي الَّتِي فِي الِاسْم فَلِكُل اسْم بِمَا فِيهِ من مَعْنَاهُ أكلا يسمن عَلَيْهِ كَمَا يسمن صَاحب الْأَشْجَار من أكل تِلْكَ الثِّمَار الَّتِي أثمرت هَذِه الْأَشْجَار فالأسماء ثَمَرَتهَا مَعَانِيهَا وسقياها