الله تَعَالَى عَنهُ ثمَّ اقْتَضَاهُ الْوَفَاء بذلك فَوَقع العَبْد فِي كد ومجاهدة النَّفس الشهوانية والعدو الْحَاسِد والهوى المردي فَلم يزل العَبْد يتشمر لذَلِك ويجتهد ويداوم على ذَلِك ويقاسي غمومه وعسره ويتضرع إِلَى الله تَعَالَى ويستغيث بِهِ حَتَّى يرحمه فَأجَاب دَعوته فأيده بِروح مِنْهُ
فَلَمَّا جَاءَت تِلْكَ الْأَنْوَار على قلبه سقط عَنهُ الْجهد واستراح من المجاهدة وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {أم من يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأَرْض}
فَجعله وليا من أَوْلِيَاء وَخَلِيفَة من خلفاء أرضه وإماما من أَئِمَّة الْهدى وحبيبا من أحبائه وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {إِن النَّفس لأمارة بالسوء إِلَّا مَا رحم رَبِّي}
فالمرحوم صفته مَا ذكرنَا وَمن سقط عَن هَذِه الصّفة فَهُوَ مَرْحُوم أَيْضا بِالتَّوْحِيدِ حيت أنقذه من الشّرك وَمن عَلَيْهِ بهداية التَّوْحِيد وَقَالَ {يهدي الله لنوره من يَشَاء}
فَلَمَّا خلق الله تَعَالَى 84 هَذَا الْخلق ابْتَدَأَ خلق هَذِه القبضة