وَرُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ كسرة خبز بِيَمِينِهِ وَتَمْرًا بِشمَالِهِ فأكلهما وَقَالَ هَذِه إدام هَذِه أَي هَذِه التمرة وصلَة بِهَذِهِ الكسرة
فآدم عَلَيْهِ السَّلَام خلقه الله بِيَدِهِ وقربه بباء الوصلة فَقَالَ خلقت بيَدي وَالْبَاء للوصل وَسَماهُ آدم فِي تَنْزِيله وسمى أَوْلَاده آدميين بِهَذَا الِاسْم فَقَالَ {يَا بني آدم} ثمَّ سَمَّاهُ إنْسَانا وسمى أَوْلَاده النَّاس فَقَالَ {لقد خلقنَا الْإِنْسَان} لِأَنَّهُ لما خلق من الطين أنس بِهِ وبقربه فَبَقيت تِلْكَ الأنسية فِينَا فَلَيْسَ أحد من أَوْلَاده بر وَلَا فَاجر إِلَّا يأنس بربه فِي الْمَنَافِع والمضار وَإِلَيْهِ يلجأ وَإِلَيْهِ يفزع وبذكره يأنس فِي جَمِيع أَحْوَاله وأموره إِلَّا أَنه إِذا وجد بغيته وَأدْركَ نهمته من حَاله اشْتغل بِالْحَاجةِ والبغية وَلها عَنهُ إِلَّا عِصَابَة من الْمُوَحِّدين
وهم أَوْلِيَاء الله الَّذين عجن طينتهم بحبه فأشربت قُلُوبهم