نَجوَاهُ ومعدن حكمته وخزانة جوهره علت فِي الْمرتبَة وَأقَام بِالْبَابِ يلازم اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَا يبرح مَكَانَهُ وَأخذ من الحظوظ حظا صَار عِنْد الْملك وجيها كلما شَاءَ دخل عَلَيْهِ بِلَا إِذن وأينما شَاءَ قعد فِي مجالسه من الاقتراب والدنو فائتمنه على خزانته وَوضع عِنْده تَدْبيره وأسراره وَنفذ حكمه فِي ملكه فَيقسم عَلَيْهِ فيبر قسمه ويتمنى فيسعفه بمناه ويشاء وَيُرِيد فيمضي مشيئاته وإراداته وَهَذَا فِي دَار الدُّنْيَا حَتَّى إِذا قدم عَلَيْهِ فيا لَهُ من مقدم لَا يحاط بوصفه من سروره بلقاء الله تَعَالَى وتمكنه من معالي الدَّرَجَات والمصير إِلَيْهِ فِي الفردوس الْأَعْلَى زَائِرًا لَا يحجب فِي النّظر وَلَا يُؤَخر وَلِهَذَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا يعجبنكم إِسْلَام أحد حَتَّى تعلمُوا مَا عقدَة عقله) فالإسلام ظَاهر وعقده الْعقل بَاطِن مَسْتُور عَن الْخلق فَمن اعْتبر بِمَا رأى من ظَاهر الْإِسْلَام من نَفسه أَو من غَيره فَهُوَ مغبون حَتَّى يعلم على أَي شَيْء عقده الْعقل فواحد قد فتح لَهُ الْبَاب ورزقه الْعقل فَاطلع مطلعه وَقيل مَا عرض عَلَيْهِ ثمَّ وَلَا يظهره وَأَقْبل على نَفسه مكبا على