كسوتها مَعهَا نزلت للعباد من السَّمَاء والعباد متفاوتون فِي النُّطْق بِهَذِهِ الْكَلِمَة كالشأن فِي الْأَنْوَار
وَمثل ذَلِك مثل الخواتيم فَلَيْسَ بَين خَوَاتِيم النَّاس كثير تفَاوت فَإِن أَكْثَرهَا فِيمَا بَين مِثْقَال ومثقالين فعامة أوزانها بِهَذَا الْقدر من الْفضة أَو من الذَّهَب إِنَّمَا الشَّأْن فِي الفصوص الَّتِي تباينت جواهرها فَرب جَوْهَر فص لخاتم لَا يُسَاوِي درهما وَرب فص تبلغ قِيمَته آلافا من الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير فَكَذَا النُّطْق بِهَذِهِ الْكَلِمَات متفاوت فِي إبرازها لفظا وَقِرَاءَة وَدُعَاء وَلَكِن التَّفَاوُت فِي الْمَعَادِن الَّتِي فِيهَا هَذِه الْأَنْوَار وَعلم هَذَا الْكَلَام
وتفاوت هَذَا أَكثر من تفَاوت الفصوص أضعافا فكلمة تخرج من قلب مَعْدن ذَلِك الْقلب الدُّنْيَا فَذَاك يبغى بِهِ الثَّوَاب وَكلمَة تخرج من قلب مَعْدن ذَلِك الْقلب العقبى وَكلمَة تخرج من قلب مَعْدن ذَلِك الْقلب الملكوت وَكلمَة تخرج من قلب مَعْدن ذَلِك الْقلب مَالك الْملك بَين يَدَيْهِ فَإِنَّمَا استنار قلبه بذلك النُّور وكل كَلَام يخرج مِنْهُ من ذَلِك النُّور