الله تَعَالَى وينشر عَلَيْهِ ديوَان النِّعْمَة وجد عِنْد كل نعْمَة نورا قد لَزِمَهَا وَهُوَ وَذَلِكَ نور الشُّكْر نطق بِحَمْدِهِ هَا هُنَا جملَة فتوزع وانقسم بأجزائها على جَمِيع النعم فَكَأَنَّهُ يَقُول جلّ ذكره على وَجه المباهاة ملائكتي هَذَا عبد خلقته من تُرَاب فَبلغ من مَعْرفَته إيَّايَ أَن شكرني على كل نعْمَة فَيرى الْمَلَائِكَة نعمه مَعَ كل نعْمَة نور قد لَزِمَهَا وَهُوَ نور شكر العَبْد من تِلْكَ النِّعْمَة الَّتِي قد نطق بهَا فَيَقُول الله تَعَالَى فَهَذَا للنعمة الَّتِي وجهت إِلَى عَبدِي وَهَذَا النُّور الَّذِي وَجهه عَبدِي إِلَيّ لما تَوَجَّهت إِلَيْهِ فَعَلمُوا بذلك للْعَبد على رُؤُوس الْخَلَائق يَوْمئِذٍ بِتِلْكَ المباهاة لِأَنَّهُ قَالَ الْحَمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده أوفى حَمده نعمه فلقي كل نعْمَة جُزْء من ذَلِك الْحَمد وَبَقِي للمزيد أجزاؤه حَتَّى يُكَافِئهُ بهَا يَوْم الْمَزِيد وَالزِّيَادَة فَإِذا لقِيه العَبْد لَقِي من نوره وَكَذَا لقِيه الْحَمد ولقيه بأجزاء الْمُكَافَأَة وَهُوَ حبه لِأَن العَبْد لَا يقدر أَن يُكَافِئ ربه 81 عَن رُؤْيَته وَالنَّظَر إِلَيْهِ بِشَيْء إِلَّا بحبه إِيَّاه فَإِنَّمَا حَمده العَبْد بِهَذَا الْحَمد الَّذِي لَهُ من نور الْحبّ مَا يتَجَزَّأ فَيلْحق كل جُزْء مِنْهُ كل نعْمَة من الله تَعَالَى عَلَيْهِ فتلزمها وَيلْحق أَجزَاء الْمَزِيد فَيقوم حَتَّى إِذا برز لِلْخلقِ يَوْم الزِّيَادَة ولقيه العَبْد بحبه مكافئا لما صنع الرب من رفع الْحجاب وَإِظْهَار جَلَاله على عَبده فَهَذِهِ كلمة قد مَلَأت الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَلذَلِك قَالَ لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام إِذا قلت هَذَا فقد غلبت جَمِيع مَا خلقت فَإِنَّمَا عظم ذَلِك لِأَن الْكَلَام حِين جَاءَهُ جَاءَ مَعَ النُّور وولج صَدره مَعَ