مثل الَّذِي ينْطق بأسماء الله تَعَالَى ويدعوه بهَا وَيَتْلُو كتاب الله تَعَالَى وَلَيْسَ لَهُ نور تِلْكَ الْأَشْيَاء فِي صَدره كَمثل شرر الحديدة المحماة إِذا ضربت بالمطرقتين فرمت بالشرر ثمَّ ينطفئ من سَاعَته وَلَيْسَ لَهُ لهبان وَلَا حرارة وَلَا ضوء يضيء بهَا
كَذَا النَّاطِق بِهَذِهِ الْأَسْمَاء والتالي لكتاب الله تَعَالَى إِذا أخرج الْكَلِمَات من صدر تلطخ بالشهوات لَا يكون لكلماته من النُّور مَا ينفذ شعاعه فيسطع ضوءه
فالناطق الَّذِي لَهُ نور فِي قلبه كَمثل نفاط رمى بنفط وكحريق اشتعل نَارا فَأحرق مَا حوله وسطع ضوءه فأضاء كل شَيْء وَإِن لكل حرف من كَلَامه نورا وَمَا أنزل على عَبده فَإِنَّمَا أنزل مَعَ النُّور فَإِذا دنا من الصَّدْر استقبلته أدناس الشَّهَوَات وظلمة الْهوى والحرص وَالرَّغْبَة وَالْكبر وَالْحمية والحسد وَالْبَغي والتجير والتعزز والتملق والاقتدار والعلو والتيه والتعظيم رَجَعَ النُّور كَأَنَّهُ يَقُول هَذَا لَيْسَ بمكاني إِنَّمَا أحل بصدر طهر عَن هَذِه الظُّلُمَات والأقذار فهناك مَحَله ومعدني يقف خَارِجا يلْتَمس صَدرا بَرِيئًا من