الذَّهَب وَالْفِضَّة فَصَارَت نقرة صَافِيَة تصلح للدراهم وَالدَّنَانِير فَإِذا ضربت كل شَيْء يروج فِي الْأَسْوَاق

فالواعظ إِذا وعظ من قلب عَالم لَكِن لم يكن لعلمه سُلْطَان لم تصل إِلَى الْقُلُوب نفخته وَالْإِيمَان فِي الْقُلُوب مثل الْجَمْرَة والجمرة إِذا بقيت فِي الشَّهَوَات علاها غُبَار الشَّهَوَات ورمادها فَإِذا لم يصل إِلَى الْقلب نفخة سُلْطَان الْوَعْظ مثل النفخ إِذا لم يصل إِلَى الْجَمْرَة بقيت ذَات رماد وَلم تتوقد وَإِنَّمَا يستمع إِلَى ذَلِك أذن الْقلب واتعظ بِهِ سَاعَة من النَّهَار ثمَّ يدرس ذكره ويعطل لِأَن الْقلب لم يعه لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ سُلْطَان فتنفذ الْأذن إِلَى بَاطِنه فتمتزج بِنور الْإِيمَان فيشتمل عَلَيْهِ الْإِيمَان فَذَاك وعَاء الْقلب للموعظة

فَإِذا كَانَ لعلمه سُلْطَان وَلَكِن لم يكن لِقَلْبِهِ سُلْطَان فوعظ بِهِ وَنظر إِلَى نَفسه فِي ذَلِك الْوَعْظ فَرَأى نَفسه فوعظها بِمَنْزِلَة المنفخ الْكَبِير الَّذِي فِيهِ خروق فَخرج الرّيح من تِلْكَ الخروق وَلَا يصل إِلَى الْجَمْرَة إِلَّا قَلِيل مِنْهُ وَالْغُبَار والرماد بَاقٍ على الْجَمْرَة وَالْبَيْت مظلم وَلَا تَحْمِي الجدران وَلَا يذوب مَا فِي الكور فَلَا يزايل الْخبث من ذَلِك الذَّهَب وَالْفِضَّة

فَإِذا كَانَ علم الْوَاعِظ ذَا سُلْطَان وَعَن قلب ذِي سُلْطَان نَاظرا بِنور ذَلِك السُّلْطَان إِلَى جلال الله الَّذِي مِنْهُ بدا ذَلِك السُّلْطَان فِي قلبه طارت عَن عَيْني فُؤَاده رُؤْيَة نَفسه وقطعه شغله بِجلَال الله عَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015