وَأمر بالتقوى لقَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته وَلَا تموتن إِلَّا وَأَنْتُم مُسلمُونَ}

التَّقْوَى على سبع جوارح

ففهموا بِهَذِهِ الْأَشْيَاء أَن التَّقْوَى على سبع جوارح العينان والأذنان وَالْيَد وَاللِّسَان وَالرجل والبطن والفرج فَلَا يسْتَعْمل وَاحِدًا مِنْهُم إِلَّا بِمَا أطلق لَهُ وَأذن لَهُ فِيهِ

فَأَقْبَلُوا إِلَى حفظهَا فوجدوا أنفسهم بَين أَمريْن بَين أَمر هُوَ طَاعَة وَبَين أَمر هُوَ مَعْصِيّة وَفِيه عيب لِأَنَّهُ عمل على غَفلَة فِيمَا لم يُؤذن لَهُ فِيهِ فَلهُ فِيهِ عُقُوبَة وَلَو أَتَى بِمَا أذن لَهُ وَلَكِن على غَفلَة بِلَا حسبَة وَلَا نِيَّة رمي بهَا على وَجهه وخاب عَن ثَوَابه وجزائه

وَقد أَمر بِأَن يتقى حق تُقَاته قَالَ الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته} ففهم الْعباد عَنهُ أَن حق تُقَاته أَن يُطِيع الله فَلَا يَعْصِي وَيَتَّقِي عَن الْمعاصِي وَعَن كل عمل على غَفلَة بِلَا حسبَة وَلَا نِيَّة فَصَارَ التَّقْوَى على ضَرْبَيْنِ ضرب مِنْهَا التَّقْوَى عَن الْمعاصِي وَضرب مِنْهَا التَّقْوَى عَن عمل على غَفلَة بِلَا حسبَة وَلَا نِيَّة فَذا تقوى الظَّاهِر وَذي تقوى الْبَاطِن فالعباد أَكْثَرهم أَقبلُوا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015