يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل وَلَا تَوْبَة لِأَنَّهُ خرب الدّين ورام أَن يَأْخُذ ولَايَة الْقلب بِالتَّوْحِيدِ فَإِن الْقلب أَمِير على النَّفس والإمرة بالكنوز والجنود حَتَّى يمْضِي سُلْطَانه على الْجَوَارِح فِي الْأَمر وَالنَّهْي وَقُوَّة كنوز الْمعرفَة وَعلم التَّوْحِيد فَهَؤُلَاءِ الجبرية والقدرية والمرجئة والمجسمة والمعطلة عَلَيْهِم لعائن الله تترى قد أَحْدَثُوا فِي الْحرم على خزانَة الله أَكثر وَأعظم مِمَّن أحدث فِي الْحرم على بَيت المَال
وكما لَا يصاد صيد الْحرم فَكَذَلِك مَا تطاير فِي الصَّدْر من الخواطر من صِفَات الله تَعَالَى فَلَيْسَ تصاد تِلْكَ الخواطر فَيدْخل قلبه مدَاخِل الْفِكر لكيفيته فَإِنَّهُ لَيْسَ لتِلْك الصِّفَات كَيْفيَّة وَلَا مُنْتَهى وَلَا مُلَاحظَة فَاسْتَغْفر الله كَمَا تكفر أول صيد تَأْخُذهُ