مثل الْإِيمَان مثل الضَّيْف بعث الْملك إِلَيْك ضيفا وَقَالَ أحسن إِلَيْهِ فَإِنَّهُ ضيف كريم وَهُوَ من خاصتي وصنه صِيَانة مثله فَلَو تَركك على ذَلِك وَقعت فِي جهد عَظِيم واستدانة ومؤونة عَظِيمَة لتنفق عَلَيْهِ وتحسن إِلَيْهِ فِي الْعَاقِبَة وَمَعَ ذَلِك تعجز عَن الصيانة وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ لفقرك وخفة ذَات يدك فَإِن أَعْطَاك بدرة من الدَّرَاهِم لتنفق عَلَيْهِ فقد أقدرك على الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَكنت واصلا إِلَى إحسانه على السعَة والبسطة لسعة المَال الَّذِي نلته
وَالْأول ناله التَّعَب لضيق النَّفَقَة وَلَكِن أَنْت بعد فِي تَعب من ذَلِك لِأَنَّك تحْتَاج إِلَى التَّقْدِير فِي كل شَيْء وَالتَّقْدِير تَعب لِأَنَّك تحْتَاج إِلَى مُحَافظَة الْمَقَادِير فَإِذا جَاءَت الْمُحَافظَة على التَّقْدِير ضَاعَ بعض الْإِحْسَان لقلَّة الْعدة فَإِذا بعث إِلَيْك بدرة أُخْرَى مَكَان الدَّرَاهِم من الدَّنَانِير وَقَالَ أنْفق عَلَيْهِ اتَّسع فِي النَّفَقَة وَخرج عَن تَعب التَّقْدِير ومحافظته فوصل إِلَى الْإِحْسَان كُله وَمَعَ ذَلِك بَقِي شَيْء من الْإِحْسَان لم يصل إِلَيْهِ
قَالَ لَهُ قَائِل وَمَا تِلْكَ الْبَقِيَّة