وَضرب فيهم مثلا آخر فِي سُورَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ {مثل الَّذين كفرُوا برَبهمْ أَعْمَالهم كرماد اشتدت بِهِ الرّيح فِي يَوْم عاصف} فَلم يرَوا مِنْهُ شَيْئا من ذَلِك التُّرَاب
كَذَا الْكفَّار لَا يقدرُونَ على ثَوَاب شَيْء مِمَّا عمِلُوا فِي الدُّنْيَا وَلَا يَنْفَعهُمْ لأَنهم اتَّخذُوا أهواءهم آلِهَة من دون الله وَعمِلُوا بأهوائهم لَا بِنور الْإِيمَان فَجَاءَت ريح الْهوى فذرته فِي النَّار
(مثل الَّذِي آتيناه آيَاتنَا فانسلخ مِنْهَا فَمثله كَمثل الْكَلْب إِن تحمل عَلَيْهِ يَلْهَث أَو تتركه يَلْهَث) وَذَلِكَ لِأَن الْكَلْب ميت الْفُؤَاد من بَين السبَاع وَذَلِكَ فِيمَا رُوِيَ لنا عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ لما أهبط آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الأَرْض وسوس الْعَدو إِلَى السبَاع إِن هَذَا عَدو لكم فَاقْتُلُوهُ جَاءَت الوحوش فاحتوشته واجتمعوا عَلَيْهِ وَجَاء الْعَدو فأشلى الْكَلْب حَتَّى ينبح فَأول من حمل عَلَيْهِ