فَالنَّفْس تجْرِي فِي أَمر الله مَعَ الْقلب فِيمَا تهوى النَّفس وتشتهي وتلتذ فالسفينة المشحونة منحدرة فَإِذا جاءها أَمر لم تهو وَلم تشته صَارَت كسفينة موقرة مشحونة مصعدة فَهِيَ تجر جرا بِالرِّجَالِ مَعَ الأنين والأعناق وَالْأَيْدِي المكدودة حَتَّى تبلغ المصعد
مثل الدُّنْيَا وانخداع الأحمق بهَا كَمثل الصَّبِي فِي المهد ترْضِعه أمه وتسدل عَلَيْهِ ذَلِك الغطاء وترجحه وتنغمه بأنواع الْكَلَام حَتَّى يذهب بِهِ النّوم فَكَذَلِك الدُّنْيَا ترْضِعه حلاوتها ولذاتها وتطبق عَلَيْهَا الْهوى وتتابع عَلَيْهَا الْأَمَانِي وتطول لَهُ فِي الأمل حَتَّى ينَام عَن الْآخِرَة فَكلما ازْدَادَ أمله طولا كَانَ أثقل نوما ثمَّ سقته شربة فِي نَومه من ذَلِك السم الناقع وَهُوَ حب الدُّنْيَا وشغوفه بهَا حَتَّى يسكر من حلاوة ذَلِك الْحبّ فَعندهَا يغلي حرصه فَهُوَ هَلَاك دينه كَمَا تَسْقِي هَذِه الْمُرضعَة وَلَدهَا من هَذَا الأفيون حَتَّى يثقل نَومه وَيكون كَالسَّكْرَانِ فَإِذا لم تطبخه بالسمن وتمزجه بِسَائِر