الْجَوَارِح الَّذِي أوثق يَوْم الْمِيثَاق وأخلى بَيت المَال من الْأَمْوَال وأجاع الْجند وأظمأهم وأعراهم وسلكهم فِي الْبَوَادِي بِلَا مَاء حَتَّى عطشوا شغل جوارحه عَن الطَّاعَات فِي ارْتِكَاب الحرامات وشغل سَمعه عَن المواعظ بِاللَّغْوِ والأباطيل وبصره عَن الِاعْتِبَار بالملاهي وَاللَّذَّات والزينة وَنسي الْمَقَابِر والبلى وَلها عَن ذكر الْمعَاد وسها عَن المبدإ والمنتهى من أَيْن وَإِلَى أَيْن ثمَّ لم يقنعها ذَلِك حَتَّى استمالت الْقلب فَلم تزل تخادعه حَتَّى أسرته وصيرته تَابعا لَهَا وَتَحْت يَدهَا مقهورا ذليلا تقود بخطامه حَيْثُ شَاءَت وَذهب سُلْطَان الْمعرفَة وَوَقعت الْغَارة فِي كنوز الْقلب فَإِذا قدما على الله طولبت النَّفس بالفرائض والغرامات والجنايات وَمَا ضيعت من الْأَمَانَات واشتملت عَلَيْهِ من الظُّلم للعبيد وسجنت وطولب الْقلب بالعهد واللواء فَإِذا لم يُوجد مَعَه ضربت عُنُقه فَصَارَ مَعَ الْأَعْدَاء وَخرج اسْمه من الْأَوْلِيَاء والعهد فِي بَاطِن إيمَانه واللواء على طرف لِسَانه وَهِي الْكَلِمَة الْعليا
مثل من سَار بِقَلْبِه إِلَى الله عز وَجل حَتَّى وصل إِلَى مَحل الْقرْبَة وَأعْطِي سِرَاجًا يمشي بِهِ فِي أُمُوره ليَكُون على بَصِيرَة مثل رجل سَار فِي لَيْلَة مظْلمَة فِي طَرِيق فَهُوَ يتعسفه فَوجدَ سِرَاجًا