قال أبو عبيد: من أمثالهم في مثل هذا: ما بوم حليمة بسر.
وكان هشام بن الكلبي يخبر أنها حليمة بنت الحارث بن أبي شمر، وكان حديثها أن أباها وجه جيشا إلى المنذر بن ماء السماء، فأخرجت لهم طيبا في مركن فطيبتهم، وهي التي ذكر النابغة الذبياني في قوله:
تخيرن من أزمان يوم حليمة ... إلى يوم قد جربن كل التجارب
يصف السيوف. وقد يضرب يوم حليمة لكل أمر متعالم مشهور. وقال أبو محمّد الأموي: من أمثالهم في الرجل النابه: ما يحجز فلان في العكم.
أي إنّه ليس ممن يخفى مكانه وأصله المتاع يغيب في الوعاء فيعكم، يقال منه: حجزته حجزا. قال: ومن أمثال العامة في هذا قولهم: هو أشهر من الفرس الأبلق.
ويروى عن عبيد الله بن الحر الجعفي إنّه دخل على عبيد الله بن زياد بعد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه، فقال له عبيد الله: خرجت مع الحسين فظاهرت علينا، فقال أبن الحر: لو كنت معه ما خفي مكاني. وقال النابغة الذبياني في الرجل النابه يمدح به بعض الملوك:
بأنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهم كوكب