ذكرني فوك حمار أهلي.

وكان المفضل فيما يحكى عنه، يقول: كان أصله أنَّ رجلاً خرج يطلب حمارين كانا ضلا عنه، فرأى امرأة متنقبة فأعجبته حتى نسي الحمارين فتبعها، فلم يزل يطلب إليها حتى سفر له: فإذا هي فوهاء، فحين رأى أسنانها ذكر الحمارين فقال: ذكرني فوك حمارا أهلي قال أبو الحسن: وأنشدني الزبير قول الشاعر في البرقع:

إذا بارك الله في خرقةٍ ... فلا بارك الله في البرقع

يواري الملاح ويفخي القباح ... فهذا يضر ولا ينفع

باب إنجاز الموعد والوفاء به.

قال أبو عبيد: روى علماؤنا في حديث مرفوع.

العدة عطية.

ورووا عن عوف بن النعمان الشيباني إنّه قال في الجاهلية الجهلاء: لأن أموت عطشاً أحب إليَّ من أكون مخلاف الموعدة. وعن عوف الكلبي إنّه قال: آفة المروءة خلف الموعد.

قال الحارث بن عمرو بن حجر الكندي: أنجز حر ما وعد.

وكان المفضل يحدث إنَّ الحارث قال ذلك لصخر بن نشهل بن دارم، وكان له مرباع بني حنظلة، فقال له الحارث: هل أدلك على غنيمة ولي خمسها؟ فقال صخر: فدله على قبيله فأغار عليهم بقومه فظفر وغنم، فقال له الحارث: أنجز الحر ما وعد، فذهبت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015