وهكذا حقّقت الكتاب فكان عملي فيه:
تحقيق نسبة الكتاب إلى صاحبه بما تعقّبته من نقول الكتاب، فثبت عندي أنه «الأمثال المولّدة» [164] لأبي بكر الخوارزمي.
ثم تحقيق النصّ وضبطه وشرح ما انبهم منه على قدر ما استطعت.
وكان من جملة عملي فيه تخريج نصوصه- لا سيمّا أن النسخة التي اعتمدتها فريدة- فخرّجت أغلب نصوصه إلّا حيث سكتّ، فقد كان معنى سكوتي أنني لم أعثر في المصادر التي بين يديّ على هذا النصّ أو ذاك. على أن المشكلة التي اعترضتني في التخريج هي قلّة المصادر في حين وانعدامها في حين آخر، فقد كنت أودّ أن أخرّج «باب أفعل من كذا» من «الدّرة الفاخرة» رغم علمي أنّ الميداني قد نقله برمّته إلّا قليلا [165] . فكانت تلك الرغبة معلّقة على محال، لأن الكتاب لم يدخل إلى الجزائر كاملا.
ومن مذهبي في التخريج أنني حين أجد مثلا هو في أصله من كلام الإمام عليّ بن أبي طالب- مثلا- أن أرجع إلى نهج البلاغة أخرّجه