في الحقيقة، وذلك مستلزم لمحبته، فإن من أحب شخصا تمثل في قلبه ووجده قريبا إلى قلبه، وإذا ذكره حضر في قلبه ...
وهذا هو "المثل الأعلى" الَّذِي قَال الله فيه: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} .... وهو "المثل" في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . فإنه سبحانه لا يماثله شيء أصلا. فنفسه المقدسة لا يماثلها شيء من الموجودات، وصفاته لا يماثلها شيء من الصفات. وما في القلوب من معرفته لا يماثله شيء من المعارف. ومحبته لا يماثلها شيء. فله {المَثَلُ الأَعْلَى} كما أنه في نفسه الأعلى"1.
وتقدم2 أن ابن القيم - رحمه الله - ذكر هذا المعنى في المعاني التي تدور عليها عبارات السلف في تفسير المثل الأعلى، حيث قَال: "الثاني: وجودها في العلم والتصور وهذا معنى قول من قَال من السلف والخلف: إنه ما في قلوب عابديه وذاكريه من معرفته وذكره ومحبته وجلاله وتعظيمه.
وهذا الَّذِي في قلوبهم من المثل الأعلى لا يشترك فيه غيره معه، بل يختص به في قلوبهم، كما اختص به في ذاته"3.