فلم يكن له شبه في كماله ولا سميّ ولا كفؤ"1.

وقَال: "فهذا هو الَّذِي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لكثرة نعوته وأوصافه وأسمائه وأفعاله، وثبوتها له على وجه الكمال الَّذِي لا يماثله فيه شيء، فالمثبت للصفات والعلو والكلام والأفعال وحقائق الأسماء هو الَّذِي يصفه سبحانه بأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} " 2.

إلى أن قَال: "فتأمل كيف كان قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وقوله: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى} من أعظم الأدلة على ثبوت صفات كماله سبحانه"3.

وعلى هذا فقَوْله تَعَالى: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} ، وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} كلاهما يُثْبِتُ اتصاف الله تعالى بأوصاف الكمال، وتفرده بها، مع اختلافهما في الأسلوب. حيث إن الآية الأولى بأسلوب الإثبات، والأخرى بأسلوب النفي.

أما العلماء الَّذِين ذكروا تفسير المثل الأعلى بمعنى الوصف الأكمل فكثيرون، ويكاد أن يكون اتفاق على اعتباره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015