النظر في أي المعاني اللغوية للفظ "مثَل" المناسب لتفسير "المثَل" في الآية به، وذكر ما يدل عليه وصف "الأعلى".
أولاً: بيان المعاني اللغوية للفظ "مثل" الصالحة لتفسير "المثل الأعلى" بها:
تقدم1 الكلام على المعاني اللغوية للفظ "مثل" وأنها أربعة معان رئيسة، أذكرها وأذكر مدى مناسبة كل منها لتفسير الآية به، فيما يلي:
المعنى الأول: المثل السائر.
هذا المعنى وإن كان صحيحا باعتبار أن قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} ، أصبح مثلا يتمثل به من أورد مثلا لبيان صفات الله ونحوها، فيقول مثلا:
رؤية الله ثابتة يوم القيامة، ومثال ذلك {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} : الشمس ترى دون أن يحاط بها. فكذلك الله تعالى يرى ولا يحاط به علما.
إلا أن المثل في الآية لا يفسر به، فلا يقال: إن مراد الله بقوله: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} ، هو: أن كل مثل سائر أعلى فهو لله. فلم يقل به أحد من أهل العلم. ولكن بعض أفراده يدخل في المعاني التي يصح تفسيره بها نظراً