مخلوق فالله خالقه، فما بقي شيء لغير الله يخلقه.

وهذه الآية وردت في سياق ذكر الله فيه أن المشركين ضربوا له هذا النوع من الأمثال: حيث جعلوا له شركاء الجن، وزعموا أن له بنين وبنات، وردّ الله هذه المزاعم بتنزيه نفسه عن ذلك، وبيان أن كل من سواه فهو مخلوق وهو خالقه، بما في ذلك من زعموا أنه شريك أو ابن له، فهو متفرد بالخلق، والتدبير، فهو إذاً الرب حقاً. وهو المستحق للعبادة وحده. قال تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَآءَ الجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} 1.

ومن أدلة تفرده بالخلق قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} 2 دل على تفرده بالخلق لفظ "جميع" الذي يعم كل ما في الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015