جعله وثناً وعيداً، وإيقاد السرج عليه، وبناء المساجد والقباب عليه وتجصيصه، وإشادته وتقبيله، واستلامه، ودعائه، أو الدعاء به، أو السفر إليه، أو الاستعانة به من دون الله، مما قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أنه مضاد لما بعث الله به رسوله: من تجريد التوحيد به، وأن لا يُعبد إلا الله. فإذا نهى الموحد عن ذلك غضب المشركون، واشمأزت قلوبهم، وقالوا: قد تنقص أهل الرتب العالية. وزعم أنهم لا حرمة لهم، ولا قدر. وسرى ذلك في نفوس الجهال والطغام، وكثير ممن ينسب إلى العلم والدين، حتى عادَوْا أهل التوحيد، ورَمَوْهم بالعظائم، ونفّروا الناس عنهم. ووالَوْا أهل الشرك وعظموهم. وزعموا أنهم هم أولياء الله وأنصار دينه ورسوله. ويأبى الله ذلك فما كانوا أولياءه، إنْ أولياؤه إلا المتبعون له الموافقون له، العارفون بما جاء به، الداعون إليه، لا المتشبعون بما لم يعطوا، لابسو ثياب الزور، الذين يصدون الناس عن سنة نبيهم، ويبغونها عوجا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"1.
أسباب الشرك في عبادة الله:
إن ضرب الأمثال لله باتخاذ الشركاء والأنداد له بالعبادة، له أسباب متعددة، من أهمها: