الذي جعله الله مباركاً وهدى للعالمين، ثم أخذوا في التقبيل والاستلام، أرأيت الحجر الأسود وما يفعل به وفد البيت الحرام؟ 1 ثم عفروا لديه تلك الجباه والخدود، التي يعلم الله أنها لم تعفر كذلك بين يديه في السجود، ثم كملوا مناسك حج القبر بالتقصير هناك والحلاق، واستمتعوا بخلاقهم من ذلك الوثن إذ لم يكن لهم عند الله مِن خلاق، وقربوا لذلك الوثن القرابين، وكانت صلاتهم ونسكهم وقربانهم لغير الله رب العالمين.
فلو رأيتهم يهنئ بعضهم بعضا ويقول: أجزل الله لنا ولكم أجراً وافراً وحظا، فإذا رجعوا سألهم غلاة المتخلفين أن يبيع أحدهم ثواب حجة القبر بحج المتخلف إلى البيت الحرام، فيقول: لا، ولو بحجك كل عام"2.
هذا ما كان على عهد ابن القيم - رحمه الله - في القرن الثامن الهجري، أما في هذا الزمان، فقد استفحل الأمر واستقر على غير ما يرضي الله، حيث اختارت كل طريقة وليا لها فعلوا عند قبره من جنس ما ذكره ابن القيم، وتميزوا باسم لطريقتهم. وجعلوا لها - مما ابتدعوه - أعمالا وأذكارا تخصهم، ومناسك لحج مشاهدهم. وألفوا الكتب لبيان