وقال: "قال شيخنا1: وهذه العلة - التي لأجلها نهى الشارع عن اتخاذ المساجد على القبور - هي التي أوقعت كثيرا من الأمم إما في الشرك الأكبر، أو فيما دونه من الشرك. فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين، وتماثيل يزعمون أنها طلاسم للكواكب ونحو ذلك. فإن الشرك بقبر الرجل الذي يُعتقد صلاحه أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو حجر. ولهذا نجد أهل الشرك كثيرا يتضرعون عندها، ويخشعون ويخضعون، ويعبدونهم بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله، ولا وقت السحر. ومنهم من يسجد لها، وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه في المساجد"2.

ثم بيّن - رحمه الله - أن مما لَبَس الشيطان به على المشركين ممن ينتسب إلى دين الإسلام، اتخاذ القبور عيدا، مشابهة للمشركين قبل الإسلام.3

ثم بين ما يجري في تلك الأعياد من المفاسد العظيمة، فقال: "ثم إن في اتخاذ القبور أعيادا من المفاسد العظيمة التي لا يعلمها إلا الله ما يغضب لأجله كلّ مَن في قلبه وقار، وغيرة على التوحيد، وتهجين وتقبيح للشرك ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015