إن الله يعلم حقيقة الأمر وأنه لا شريك له ولا ند ولا مثيل، ويعلم بطلان ما هم عليه وأنهم ليسوا على شيء، كما قال سبحانه في موضع آخر: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} 1.
{وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} : أي والمشركون لا يعرفون الله حق معرفته، لذلك أشركوا معه غيره وجعلوا له أنداداً وضربوا له أمثالا، وفعلهم هذا عن توهم فاسد، وخاطر باطل، وخيال مختل. كما أنهم لا يعلمون ما في عبادتهم من سوء العاقبة، والتعرض لعذاب الله.2
ثانياً: من قال إن المراد بها الأمثال القولية، التي تورد للتعريف بالله، التي تقوم على المقايسة والاستدلال بحال على حال.3
ويشهد لهذا المعنى ما يلي:
1- ما تقدم في دلالة السياق أنه معلوم من حال المشركين - الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم - أنهم عارضوا الدعوة واستدلوا على صحة الشرك بأمثال اخترعوها.