الإيمان، نجد السياق يركز - أيضا - على القضية المضادة للتوحيد، وهي الشرك بالله، بإبطاله، وتنزيه نفسه عنه. ففي أول آية من السورة نزه الله نفسه عن الشركاء بقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} 1.
وناقشت السورة أهم معالم اعتقاد المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم والتي تتمثل في:
اتخاذهم شركاء لله يعبدونهم، ويدعونهم، ويجعلون لهم نصيبا مما رزقهم الله، ونسبتهم الولد إلى الله، حيث زعموا أن الملائكة بنات الله.
قال الله تعالى مبينا ذلك من حالهم: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} 2.
وقال: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَوَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ البَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} 3.