الإِيمان وعقائده المباركة.
وبعد هذه الإِطلالة على أهم معالم الكفر بالطاغوت، أحب التأكيد على أن الذي يكفي لانعقاد أصل الإِيمان، هو أصل الكفر بالطاغوت الذي اشتملت عليه شهادة أن لا إِله إلا اللَّه، والذي تقدم في بيان معناها.
اشتمال شهادة أن لا إِله إلا اللَّه على أصل التوحيد بأنواعه:
تقدم عند الكلام على معنى "أشهد" أنها تستلزم العلم، أي علم المتشهد بما يشهد به. والمتشهد بشهادة أن لا إِله إلا اللَّه يلزمه أن يكون عالماً بأمرين هامين لا تصح منه الشهادة بدونهما:
الأمر الأول: علمه بالمشهود له وهو اللَّه تعالى.
الأمر الثاني: علمه بمعنى الكلمة، وهي قوله: "لا إِله إلا اللَّه".
وقد تقدم الكلام على الأمر الثاني، وتبين أن معنى لا إِله إلا اللَّه يشتمل على الكفر بالطاغوت، والإِقرار بتوحيد الألوهية، ووجوب إِفراد اللَّه بالعبادة.
أما الأمر الأول وهو معرفة المشهود له - سبحانه وتعالى - فهي تنقسم إلى قسمين:
معرفة مجملة، ومعرفة مفصلة.
والمعرفة المجملة الصحيحة باللَّه - سبحانه وتعالى - هي أقل ما يلزم لصحة النطق بالشهادتين، وانعقاد أصل الإِيمان، لذلك فمن المهم ذكر أهم معالمها.. ويكون ذلك في النقاط الآتية: