قال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه اللَّه -:

"وأما إذا قيد الإِيمان، فقرن بالإِسلام أو بالعمل الصالح، فإِنه قد يراد به ما في القلب من الإِيمان باتفاق الناس"1.

ومن أدلة المعنى الثاني - الإِيمان باللَّه أو أصل الإِيمان القلبي الوارد في الجواب المعبر عنه في حديث جبريل - عليه السلام - بقوله صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن باللَّه" - كل آية ورد فيها اشتراط الإِيمان لصحة الأعمال وقبولها، نحو قوله تعالى:

{وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} 2.

وقوله:

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} 3.

قوله: "وهو مؤمن": جملة حالية، أي حال كونه متلبساً بالإِيمان، وهو شرط في قبول الأعمال، وانتفاعه بها عند اللَّه.

قال ابن كثير - رحمه اللَّه - في تفسير قوله {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015