أهل العلم عقولهم في صورة الممثَّل به، وفهم أجزائه، وما يقابلها من حال الممثَّل له، فيحصل بذلك فهمها وإدراك المراد بها، واستخلاص العبر والفوائد منها.
كما أن المنهج التفصيلي متفق مع ما أخبر الله من أنه يفصّل الآيات بضرب الأمثال. ولا يحصل التفصيل إلا بالدراسة المفصّلة لها، قَال تعالى في سورة يونس بعد أن ذكر مثلا لحال الدنيا: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .
أما ما أشار إليه ابن القيم - رحمه الله - من أن المنهج التفصيلي قد يحصل به تكلف في تعيين المراد بالمثل أو أجزائه، فهذا صحيح، وقد راعيت في منهج الدراسة - تلافياً لذلك - تعدد الدلائل على المعاني المختارة. ولاشك أن قيام أكثر من دليل على معنى ما دليل على قوته، وبعده عن التكلف والمجازفة. وحاولت السير على ذلك ما استطعت، وما قد يوجد من خلاف ذلك فهو لا يدل على خلل في المنهج، وإنما يدل على ضعف الباحث وغفلته.
والمنهج الَّذِي يسره الله لهذه الدراسة لجانب من أمثال القرآن مهم حيث إنه يرسم طريقة واضحة المعالم متكاملة، تفيد في دراسة الأمثال القرآنية، والآيات الأصول الجامعة، ولم أجد فيما اطلعت عليه من المؤلفات في أمثال القرآن من انتهجه. وقد تم تطبيقه - بتوفيق الله - قدر الإمكان في الأمثال والآيات التي جرى بحثها.