ضربناهم ببطن عكاظ حتّى ... تولّوا طالعين من النّجاد
وقال- حرس الله نفسه-: مربعة الخرسيّ إلى أيّ شيء ينسب؟ فكان من الجواب:
يقال: رجل خراسانيّ وخرسيّ وخراسيّ، فنسبت إلى رجل نزلها فاشتهرت به.
فقال: القذال كيف يجمع؟ فكان من الجواب، أن فعالا وفعالا وفعالاو فعيلا وفعولا أخوات تجمع في الأقلّ على أفعلة، يقال: حمار وأحمرة، وغراب وأغربة، وقذال وأقذلة، وعمود وأعمدة.
قال: نسيت أسألك عن المسألة الأولى- أعني الخرسيّ- من أين لك تلك الفتيا؟
فكان من الجواب: قرأته على أبي سعيد الإمام في شرحه كتاب سيبويه.
قال: برّدت غليلي، فإنّ الحجّة في مثل هذا متى لم تكن بأهلها كانت متجلجلة.
قال: أنشدني شيئا نختم به المجلس، فقد مرّت طرائف.
فأنشدته لعمارة بن عقيل في بنت له:
حبّك يا ذات الأنيف الأكشم ... حبّ تساقاه مشاش أعظمي
ودبّ بين كبدي ومحزمي ... وساطه الله بلحمي ودمي
فليس بالمذق ولا المكتّم ... ولا الّذي إن يتقادم يسأم
لقد نزلت من فؤادي- فاعلمي- ... منزلة الشيء المحبّ المكرم
وانصرفت.