وَهُوَ حَدِيث طَوِيل يُقَال لَهُ حَدِيث الْفُتُون
وَعَن السُّؤَال الْخَامِس أَن الحَدِيث الَّذِي احْتج بِهِ المفاخر الْمَذْكُور مَوْضُوع وَهُوَ حَدِيث أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يؤلف تَحت الأَرْض) وَلَعَلَّ ناقله أوردهُ بِالْمَعْنَى من الحَدِيث الْمَذْكُور بعده فِي السُّؤَال وَهُوَ حَدِيث أخرجه ابْنُ مَنْدَهْ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ وَذكره ابْن عبد الْبر من طَرِيق ابْن زمل بِكَسْر الزَّاي وَسُكُون الْمِيم بعْدهَا لَام رَفعه (الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سنة بعثت فِي آخرهَا) وَقد أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَوَقع فِي الرَّوْض لِلسُّهَيْلِي حَدِيث زمل فَهُوَ فِي تَسْمِيَته باسم أَبِيه وَقد جَاءَ أَن اسْمه عبد الله بن زمل وَقيل الضَّحَّاك بن زمل
وَأخرج الطَّبَرِيّ فِي مُقَدّمَة تَارِيخه من طَرِيق ابْن عَبَّاس قَالَ الدُّنْيَا جُمُعَة من جمع الْآخِرَة كل يَوْم ألف سنة) // مُنكر الحَدِيث // وَمن لم يُؤَكد الْأَخْبَار قَالَ (الدُّنْيَا سِتَّة آلَاف سنة) وَمن طَرِيق وهب بن مُنَبّه مثله وَزَاد (وَالَّذِي مضى مِنْهَا خَمْسَة آلَاف وسِتمِائَة سنة) زيفهما وَرجح مَا جَاءَ عَن ابْن عَبَّاس قلت وَفِي سَنَد حَدِيث ابْن عَبَّاس مَعَ كَونه مَوْقُوفا يحيى بن يَعْقُوب أَبُو طَالب العامري قَالَ فِيهِ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وعَلى تَقْدِير صِحَّته فالأخبار الثَّابِتَة فِي الصَّحِيحَيْنِ تَقْتَضِي أَن يكون مُدَّة هَذِه الْأمة نَحْو الرّبع أَو الْخمس من الْيَوْم أما ثقته فِي حَدِيث ابْن عمر (إِنَّمَا أجلكم فِيمَا مضى قبلكُمْ كَمَا بَين صَلَاة الْعَصْر وغروب الشَّمْس) // صَحِيح // الحَدِيث بِمَعْنَاهُ فَإِذا ضم هَذَا إِلَى قَول ابْن عَبَّاس زَاد على الْألف زِيَادَة كَثِيرَة وَالْجَوَاب ذَلِك لَا يعلم حَقِيقَته إِلَّا الله تَعَالَى وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ قَالَه وَكتبه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ الشَّافِعِي عَفا الله تَعَالَى عَنهُ حامدا مُصَليا مُسلما