يتزاورون ويجتمعون وَأهل النَّار يتخاصمون ويتنابذون وَإِن أَرَادَ أَن يَقُول بعد الْحساب وَالْعَذَاب بعد المساءلة الَّتِي تقع فِي الْقَبْر وَبعد الْعَذَاب الْوَاقِع فِي الْقَبْر فالمساءلة لَا تسمى حسابا وَأَيْضًا فالحساب يَقع على أَكثر النَّاس إِلَّا من شَاءَ الله وَالْعَذَاب يَقع على بعض النَّاس دون بعض فَلَا وَجه لتخصيصه لما بعد الْحساب وَالْعَذَاب

وَقد وَردت فِي تلاقي أَرْوَاح الْمَوْتَى أَخْبَار كَثِيرَة مِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ التقى سلمَان الْفَارِسِي وَعبد الله بن سَلام فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر إِن مت قبلي فالقني فَأَخْبرنِي بِمَا لقِيت رَبك وَإِن مت قبلك لقيتك فأخبرتك فَقَالَ الآخر وَهل يلتقي الْأَمْوَات والأحياء قَالَ نعم أَرْوَاحهم فِي الْجنَّة تذْهب حَيْثُ شَاءَت // صَحِيح // ذكر بَقِيَّة هَذَا فِي أَوَاخِر هَذِه الأسئلة

وَأما قَوْله هَل يعذب العَاصِي فِي قَبره إِلَى يَوْم الْقِيَامَة أَو لَا يعذب إِلَّا عِنْد مَجِيء مُنكر وَنَكِير فَجَوَابه أَن ذَلِك يخْتَلف باخْتلَاف كبر الْمعْصِيَة وصغرها وَحُصُول الْعَفو عَن بعض الْمَوْتَى دون بعض فقد لَا يعذب بعض العصاة وَقد لَا يسْتَمر التعذيب على بعض العصاة وَقد يرفع عَن بعض وشواهد ذَلِك من الْأَحَادِيث مَوْجُود مِنْهَا حَدِيث خَالِد بن عرفطة وَسليمَان بن صرد مَرْفُوعا (من قَتله بَطْنه لم يعذب فِي قَبره) أخرجه أَحْمد وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح وَصَححهُ أَيْضا ابْن حبَان // صَحِيح //

وَعَن عبد الله بن عَمْرو رَفعه قَالَ (مَا من رجل يَمُوت لَيْلَة الْجُمُعَة أَو يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا وَقَاه الله فتْنَة الْقُبُور) أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ الْحَاكِم // حسن // وَعَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015